حسام تمام: تيار الدعاة الجدد لن ينتهي وهو نموذج جديد للعلمانية المسلمة" ( جريدة النهار المصرية)
رغم أن ظاهرة الدعاة الجدد برزت على الساحة منذ عدة سنوات وكتبت حولها العديد من الدراسات إلا أن استمرارية الظاهرة عبر أجيال جديدة من الدعاة الجدد يعطي تناول الظاهرة والنقاش حولها أبعادا جديدة في التفسير والتحليل وقراءة مستقبلها. من هنا يأتي الحوار مع الباحث حسام تمام كواحد من أبرز الباحثين في مجال الحركات الإسلامية، وترجع أهمية الحوار مع تمام في كونه يطرح أفكار جديدة في دراسة ظاهرة الدعاة الجدد تتجاوز ما هو مطروح على الساحة إلى محاولة فهم القوانين الحاكمة للظاهرة، لا سيما وأنه أعد دراسة في هذا الشأن ستنشر خلال الأيام القادمة.
ويرى تمام في هذا الحوار أن ظاهرة الدعاة الجدد لا تزال مرتبطة بالطبقات الراقية، وأنها تقدم الدين الذي يساعد الإنسان على الشعور بالراحة والسعادة ويساعده على الترفيه. مؤكدا أن الدعاة الجدد يمثلون خصما من رصيد الإخوان وجماعات الإسلام السياسي، لأنهم يقدمون خطاب "منزوع السياسة". ولا يستبعد تمام إمكانية الاستغلال السياسي لعمرو خالد من قبل الدولة وتوظيفه كي يكون ذراع دينية للجنة السياسية، مستبعدا في الوقت ذاته طرده من مصر لأسباب سياسية.
الدعاة الجدد والطبقة الراقية
*رغم مرور سنوات على ظهور الدعاة الجدد وعمرو خالد بشكل خاص ورغم غياب قضايا الطبقات المعدمة والفقيرة عن خطابه الديني، إلا أننا نرى أنه لا يزال ناجحا ويحظى بشعبية كبيرة..ما تفسير ذلك؟
-عمرو خالد هو أيقونة الدعاة الجدد وهو الأكثر تمثيلا للظاهرة، إلا أنه من الأفضل أن نتحدث عن الظاهرة، بما يتجاوز عمرو خالد، مع التمثيل بظاهرة عمرو خالد، ومن هنا فظاهرة الدعاة الجدد تعكس تحولا مهما في الحالة الإسلامية من حيث نمط التدين والحالة الدينية في العالم. وهناك أسباب كثيرة أدت إلى ظهور الدعاة الجدد منها تراجع المؤسسة الدينية الرسمية خاصة بعد تولى الشيخ سيد طنطاوى رئاسة الأزهر والتوظيف السياسي المباشرة لهذه المؤسسة العريقة، وعدم قدرتها على تطوير ذاتها. وفي ذات الوقت تراجع أنماط التدين الحركي، سواء خلال المواجهات المسلحة للجماعة الإسلامية والجهاد، أو المواجهة السياسية العنيفة للإخوان المسلمين مع النظام. والتدين بالمعنى الحركي يعني الابتلاء والاعتقال، وهذا له كلفته وآثاره، وقد واكب هذا التغيرات انفتاح كبير وثورة هائلة في الاتصالات. ومن رحم هذه التحولات ولدت ظاهرة الدعاة الجدد.
يتصف هذا التيار بعدة خصائص ، أولا: البعد عن المؤسسة، سواء مؤسسة التدين عبر الجماعات الإسلامية بما فيها الإخوان، أو الأزهر والأوقاف، حيث قدموا أنفسهم بشكل مستقل وفردي. وثانيا التكوين الديني العصامي، فقد تعلموا وطوروا أنفسهم بشكل ذاتي وليس من خلال الأزهر أو أي مؤسسة دينية.
وثالثا أنهم مدينين في حضورهم لثورة الاتصال والانترنت والفضائيات، وتجربة بعضهم الدعوية في المسجد بسيطة من حيث الجمهور والتأثير والقيمة.
ورابعا: أنهم حصلوا على تعليم يجمع بين المدني والديني، فعمرو خالد حصل على بكالوريوس تجارة ومصطفى حسني كذلك، ليس ذلك فقط ولكن أغلبهم حصلوا على شهادات في إدارة الذات والتطوير البشري وعلوم الإدارة الأمريكية كطارق سويدان تلميذ ستيفن كوفي.
خامسا: المزج بين المرجعيات المختلفة سواء كانت دينية إسلامية أو غربية، فينتقل من الكلام في قضية ما لعالم غربي إلى حديث للرسول صلى الله عليه وسلم في ذات القضية، بعكس مرجعيات التدين الحركي وفكرة بناء جيل قرآني فريد التي طرحها سيد قطب مثلا.
سادسا: إنتاج خطاب ورؤية دينية متصالحة مع الحياة، تأخذ من الدنيا أقصى متعة لها. بشرط أن تكون متعة حلال، وهو كذلك تدين محبب للذات، ولا يخلو من السعادة، ومعنى أنه متصالح أي أنه لا يريد تغيير، فهو يقبل الواقع ولكن بقليل من التحسينات. عكس التجربة الحركية التي ينتقل فيها الفرد من رؤية إلى أخرى.
شرائح اجتماعية صاعدة
*هل الدعاة الجدد كانوا استجابة لمتطلبات مجتمعية في الواقع المصري أم أنهم كانوا انعكاس لقيم غربية حسبما قالت بعض الدراسات؟
- بعد سقوط الأيديولوجيات الكبرى كالماركسية وغيرها، صار الدين هو الأساس، في السياسة والاقتصاد وغيرها، وصعود التدين ظاهرة عالمية وليست مصرية أو إسلامية فقط. فالدعاة الجدد هم انعكاس لحاجة شرائح اجتماعية جديدة صاعدة، ولنمط من التدين يناسب هذه الشرائح. تدين لا يدخل الفرد من خلاله إلى السجون والمعتقلات أو يخرج عبره إلى الجهاد العالمي في أفغانستان والشيشان والعراق.
هذه الشرائح البرجوازية تريد تدينا بدون كلفة سياسية، لا يتصادم مع النظام السياسي القائم. ونمط التدين الذي يقدمه عمرو خالد وغيره من الدعاة الجدد هو نمط مرتبط بهذه الشرائح، فعمرو خالد هو ابن البرجوازية المصرية ونادي الصيد، وهي برجوازية لديها رغبات وطموحات في الصعود الاجتماعي، وفي ذات الوقت تريد تدينا يشبع حاجتها الروحية دون خسارة مكاسبها وامتيازاتها الاجتماعية، أو فقدان طموح المتعة واللذة والسعادة والراحة. فوجدت هذه الشرائح في خطاب هؤلاء الدعاة الجدد النموذج المناسب.
أيضا هذه الشرائح لديها رغبة في الترفيه، كالذهاب إلى السينما، والـweek end"" وأجازة الصيف، والسفر، وكافة وسائل الترفيه. ولدى هؤلاء الدعاة الجدد ما يناسب هذا التدين الجديد، ولهذا ظهرت موجة التصالح مع الغناء والموسيقى والمسلسلات والأفلام السينمائية، وحتى الدرس الديني تحول إلى حالة من التسلية والراحة وليس مادة للفعل، عكس ما كان يحث حال حضور درس للشيخ محمد الغزالي أو القرضاوي تكون النتيجة المرتقبة هي حدوث تغيير في سلوكيات الأفراد.
الدعاة الجدد والسياسة
*كلامك يؤكد أنه تيار الدعاة الجدد بعيد عن السياسية..أليس كذلك؟
- الدعاة الجدد نموذج خارج السياسة وليس له رؤية ولا طموح للتغيير السياسي؛ لأسباب كثيرة، منها أنه ليس لهم أي مصلحة في التغيير السياسي الجذري للأوضاع القائمة، فهو يعيش حياة مرفهة، ولا يعاني مشكلة اقتصادية، لكنه فقط يريد تعديلات تعطي كثافة أكبر للأخلاق، وليس الأخلاق بمعنى القيم الكبرى، لكن الأخلاق بمفهومها البسيط، "نحب بعض..ونحترم بعض..وهكذا".
*هل بذلك نستطيع القول أن تيار الدعاة الجدد كتيار إسلامي بكل تفاعلاته وتداعياته يمثل خصما من رصيد الصحوة الإسلامية؟
- كل الإسلاميين السياسيين بما فيهم الإخوان يعتقدون أن تيار الدعاة الجدد يمثل إضافة للتدين، وحقيقة الدعاة الجدد يمثلون إضافة لحالة الأسلمة في المجتمع، لكنهم يمثلون في ذات الوقت يشكلون خصما من رصيد الإسلام السياسي، وهنا رؤيتان مختلفتان. فبعد التضييق الأمني على الإخوان المسلمين ومنعهم من الدروس والتجمعات الجماهيرية ظنوا بأن الدعاة الجدد سيملئون فراغهم في الشارع دون أن يخسروا شيء، لكنهم خسروا كثيرا، ورغم ما يقال عن جذور عمرو خالد الإخوانية لكنه يختلف كليا عن المشروع الإخواني، فهو يرسخ لخطاب منزوع السياسة بينما الإخوان في النهاية تيار مسيس.
كما أن عمرو خالد غير قادرا على خوض صراع أو مواجهة سياسية، ولا يرغب في ذلك، وغير محتمل أنه يدخل خضم هذا الصراع؛ لأنه لا يرغب في التغيير السياسي لأنه جزء من نخبة اجتماعية واقتصادية لديها تمكين اجتماعي ومستقرة.
*هل مواقف هذا التيار السياسية سبب في غياب قضايا مصيرية عن خطابه كالقضية الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي ومواجهة الاحتلال الأمريكي في العالم الإسلامي؟
- بالطبع، هذا صحيح؛ فالقضية الفلسطينية وأي قضية مصيرية للأمة ليس لها حظ من الاهتمام الحقيقي لدى الدعاة الجدد، وحتى في حالة الاهتمام بها فيتناولها كجانب إنساني إغاثي، وتصورهم لحلولها تصور غير سياسي بالمرة؛ لذلك تغيب قضية الجهاد عن خطابهم، لم يحدث أن قام عمرو خالد مرة واحد بالحديث عن الجهاد وخطابه العام لا ينتج جهاد ولا مقاومة، لا حاليا ولا مستقبلا.وقد تابعت دروسه في أزمة العراق والحرب الإسرائيلية على فلسطين ولم أجد له أي رؤية للمواجهة العسكرية والحرب، حتى مع المحتلين وعلى مستوى القضايا الواضحة، ولا أقصد هنا الجهاد بمعني قتال الحكام والخروج عليهم أو أي من هذه القضايا.
مطرود من مصر
*ذكرت أن "خطاب الدعاة الجدد" منزوع السياسة فلماذا إذا يطرد داعية مثل عمرو خالد خارج مصر لأسباب تتعلق بتفسيرات وإسقاطات سياسية لبرامجه ودروسه؟
- أنا أتشكك كثيرا في أن عمرو خالد طرد من مصر، أو أن هناك موقف سياسي منه، لأن هناك من يقولون أكثر من عمرو خالد بكثير ولم يطردوا من مصر، هذا جزء من لعبة الدعاية. وحتى إن كانت هناك أسباب سياسية لخروجه من مصر، فهي مرتبطة برؤية المؤسسات الأمنية التي لا تزال تنظر للحالة الدينية بنظرة الشك والقلق القديمة، خصوصا حين يكون هذا الشخص وثيق الصلة بالعائلات الكبيرة، فأكيد سيكون لديها حرص وستتعامل بحذر مع كل ما يقوله وتعطيه تأويلات أكثر مما يتحمله، لكن أن يصل الموضوع إلى طرد عمرو خالد من مصر فهذا غير دقيق، فهو يحضر إلى مصر، ويسافر بحرية تامة وهو مستشار لتوني بلير ويعمل في لبنان، وفكرة الطرد من مصر لم تحدث حتى مع قيادات الإخوان المسلمين أو التيارات الجهادية.
وحتى إذا لجأت المؤسسات الأمنية لإبعاده فلأن هذا النمط من التدين لا يزال غريبا عنها ولم تتوصل إلى رؤية في التعامل معه، فعندما ظهر عمرو خالد كان ينظر كظل من ظلال الإخوان وله صلات خفية بهم..والمشكلة أنه إلى الآن ليس هناك تصور لوجود عمرو خالد مستقلا عن الإخوان، ولدى هذه المؤسسات قلق من فكرة التوظيف السياسي المحتمل لعمرو خالد، خصوصا أن لديها صراع مع الإخوان وتخشي طوال الوقت من الاستغلال السياسي لعمرو خالد، أو أنه جزء من مشروع سياسي.
التوظيف السياسي
*ما هي برأيك احتمالات التوظيف السياسي لعمرو خالد؟
- بخلاف التوظيف السياسي فإن هناك إمكانية لوجود طموح سياسي لعمرو خالد أو أي شخصية دينية أخرى..هذا وارد وغير مستبعد، وأنا برأيي القلق من التوظيف السياسي لعمرو خالد ليس من قبل الإخوان المسلمين، ولكن من داخل أجهزة الدولة، فإمكانية توظيف عمرو خالد يمكن أن تتم من قبل اتجاهات داخل النظام نفسه، وليس مستبعدا أن تفكر لجنة السياسات في مثل هذا التوظيف. خاصة بعد انتهاء القيطعة الغربية مع أنماط التدين الإسلامي. فعمرو خالد له قبول في الغرب، وصار التساؤل هنا حول مدى صلاحية عمرو خالد ليكون ذراع ولافتة دينية للقادم السياسي الجديد لحكم مصر. وهنا يتم ضرب عدة عصافير بحجر واحد دون خسارة، فأولا سيأخذ جزء من رصيد الإسلام السياسي بالشارع، وثانيا تبيض وجه النظام دينيا وجذب قطاعات كبيرة من شباب يحظى عمرو خالد بينهم بتأثير حقيقي، ثم أخيرا لا يخسر أمريكا والغرب ولا يخسر حتى الكنيسة والقوى القلقة من المشروع الإسلامي .
*أليست الواجهات الرسمية كالأزهر ودار الإفتاء التي يقودها الشيخ على جمعة كداعية له قبول وشعبية أليست كافية كذراع ديني للسياسة ؟
- ليست كافية، ولدى بعضها مشاكل مثل الأزهر، والشيخ على جمعة هو استثناء، فقد نجح في تجديد مؤسسة الإفتاء وضخ دماء جديدة فيها. وهو شخصية بالغة القوة والتأثير، وإذا كان هناك إمكانية لتجديد روح المؤسسة الدينية في مصر فسيكون على يد على جمعة. لكن تبقى فكرة المؤسسة نفسها لا تحمل من القوة كما كانت عليه في الماضي، كما أن التدين العصري يميل إلى النمط الفردي، وأيضا لا مانع من شخصيات دينية من خارج الإطار المؤسسي الرسمي لأن هذا يعطيها قدر أعلى من المصداقية والقبول خصوصا لدى القطاعات الشابة والخارج، وهذا سيكون إعادة تطوير لعلاقة الدولة بالدين، وأن لديها فاعلين خارج المؤسسة الدينية.
الاحتفاء الغربي
* فيما يتعلق بالغرب نجد أن هناك حالة من الاحتفاء بالدعاة الجدد سواء عمرو خالد أو معز مسعود أو غيره ..ما تفسير ذلك لديكم؟
- الحفاوة الغربية بالدعاة الجدد لا تعني أن منهم عملاء للغرب أو أنهم صناعة غربية، لكن خطابهم مقبول في الغرب، وقد بدأت مؤسسات غربية تدفع بالدعاة الجدد لمواجهة الإسلام السياسي بشقيه السلمي والمسلح؛ لأن هذا الخطاب في مجمله يتقاطع بل يتوافق مع القيم الغربية والتصور الغربي للحياة ولا يمثل أي تهديد للغرب سواء على مستوى المصالح المباشرة، أو الرؤية العميقة، وستجد أن جزء كبير من كلامهم هو أسلمة لمفاهيم وتصورات ثقافية غربية وجزء منه يقترب من أنه يكون أسلمة للنيوليبرالة الغربية الأمريكية.
وليس هناك أي فروق بين الغرب والدعاة الجدد في التصورات الاقتصادية والاجتماعية، وفي رأيي فإن تيار الدعاة الجدد هو نموذج للعلمانية المسلمة، وهذا التيار تزداد الحاجة إليه في الغرب؛ لأن الغرب يرى أنه إذا كان التدين الإسلامي واقعا لابد منه، فمن الأفضل التفهم حول صيغة مناسبة لهذا التدين. ولذلك نجد التدين الجديد هو الأنسب لدى الغرب.فعمرو خالد صنف غربيا ضمن أفضل عشرة شخصيات في العالم، وتم اختياره مستشارا لرئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، هذا جزء من الرواج الذي يجعل صانعي الإعلام العربي يتكالبون عليه.
تطورات الحالة الدينية
*خريطة التدين الداخلي في مصر توضح أن هناك صعود للسلفية وتراجع للدعاة الجدد، فكيف تقرأ هذه التطورات؟
- يمكن أن نقول أن شخصيات كثيرة من الدعاة الجدد أصبحت مكررة ومستهلكة مثل عمرو خالد الذي تراجع كثيرا في الفترة الأخيرة. لكن الموديل نفسه قابل لتكرار، فالدعاة الجدد أصلا نموذج للتدين الاستهلاكي، بمعنى أنه كل يوم لا بد يكون هناك إنتاج لداعية جديد وإلا سيفقد هذا التيار بريقه ولن يجد من يلتف حوله. ورغم تراجع قدرات عمرو خالد على تقديم أشياء جذابة تستهلكها الجماهير، لكن مسار التدين الجديد لا يزال ينتج آخرين كمصطفى حسني ومعز مسعود وأخيرا شريف شحاتة وعمرو مهران وغيرهم.
أي أن تيار الدعاة الجدد سيظل موجودا ليس لأنه مرغوبا غربيا فقط، ولكن لأن هناك شرائح اجتماعية لا تزال تحتاج هذا النمط من التدين الشكلي، الاستهلاكي، والغير مسيس، وسيظل له جمهوره.
*لكن حالة المد السلفي تهدد عرش الدعاة الجدد وتسحب من أرضيتهم يوما بعد يوم ..هل نحن بإزاء تغيرات ما في الحالة الدينية؟.
- التيار السلفي هو المرشح مستقبلا للحضور والتأثير في مصر، وهذا الكلام أنا كتبته قبل ثلاث أو أربع سنوات، والحقيقة إننا نعيش الآن في اللحظة السلفية، لكن وجود اللحظة السلفية لا يعني نهاية التدين الجديد. وسيظل التدين الجديد موجود، وسيظل هناك صراع وتأثير وتأثر طوال الوقت بين التدين السلفي والتدين الجديد، وهناك رموز سلفية الآن صارت تهتم بشكلها وبصورتها أمام الكاميرات، وتتعامل باعتبارها نجوم" "STARS". وخطابهم يتقاطع كثرا مع نمط التدين الجديد على الأقل في موقفهم السلبي من السياسة، وتبنيهم لخطاب الوعظ والخطاب العاطفي. والرغبة في التعايش.
------------
* نشر هذا الحوار بجريرة النهار المصرية بتاريخ 10 فبراير 2010