28 نيسان 2007
هل اختطفت السياسة الحركة الإسلامية الموريتانية من مشروعها الأصل؟ : حوار مع السيد/ الشيخان ولد ابراهيم ولد بيب القيادى البارز فى حركة الإصلاحيين الوسطيين
صحفي وباحث مصري
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
هل تسير الحركة الإسلامية الموريتانية في نفس الطريق الذي سارت عليه نظيراتها في الدول العربية أم تختار طريقا آخر؟
هذا السؤال الذي يثار في ذهن المراقب للتجربة الموريتانية التي شهدت حضورا ومشاركة واسعة للتيار الإسلامي في التجربة السياسية بما أثار القلق من أن " تختطف" الحركة الإسلامية سياسيا وتبتعد تدريجيا عن مشروعها الإصلاحي الأوسع من السياسة.
إسلام أون لاين.نت أثارت هذه القضية مع السيد/ الشيخان ولد ابراهيم ولد بيب القيادى البارز فى حركة الإصلاحيين الوسطيين ( تيار الإخوان المسلمين) التي خاضت الانتخابات البلدية والبرلمانية وشاركت في دعم مرشح للرئاسية- صالح ولد حننا ثم أحمد ولد داده- وكان لها تأثير بالغ.
والشيخان ولد بيب هو أحد أبرز رموز العمل الثقافي الإسلامي. تلقى تعليمه الابتدائى والثانوى قبل أن يغادر البلاد فى منحة خارجية عاد منها ليلنحق بصفوف التيار الإسلامى حيث عمل ناشطا فى العمل الثقافى والطلابى مطلع الثمانينات قبل أن يتولى ادارة جمعية الحكمة للأصالة والتراث الإسلامي(الواجهة الثقافية للحركة الإسلامية فى موريتانيا)، واستمر في إدارتها أربع سنوات قبل اعتقاله سنة2003 مع عدد من رموز الحركة وإصدار السلطات الأمنية قرارا بإغلاق الجمعية فى مايو سنة 2003 . وقد انتخب الشيخان فى ديسمبر الماضي 2006 عمدة لبلدية دار النعيم بالعاصمة نواكشوط ويعتبر الآن أحد أبرز القادة السياسيين للتيار الإسلامى الموريتانى.
* هل اختطفت السياسة الحركة الإسلامية الموريتانية التي استغرقت طوال الشهور الماضية حد الغرق في لعبتها .؟
** التيار الإسلامى نشأ منذ سنة 1975 ..وأي حركة سياسية تجاوزت عقدها الثالث تكون بحاجة الى دخول مياديين جديدة..صحيح أننا سنضحي بالكثير من الألق الحركى وأننا سنواجه الكثير من العقبات لكن الطريق شاق والتصدر للشان العام لا بد له من ضريبة.
ورغم أن الحركة الإسلامية هي حركة دعوية وثقافية وفكرية وإجتماعية بالأساس لكن أيضا ينبغي أن تكون لنا رسالة أخرى ..ونحن نرى أننا معنيون بتغيير أوضاع الناس السياسية والمعيشية ومعنيون بمسالة الحريات العامة فى البلد وكلها أمور تتطلب من الحركة دخول المجال السياسي والمنافسة والإحتكام الى صناديق الإقتراع.
أما المجالات الأخرى فقد يظهر بعض التراجع فيها لكن الأمر لا يعود إلى عدم التفكير فيها أو إلي عجز فى طواقمها البشرية بل لأن المجتمع الموريتاني كله – وهي جزء منه- مشغول هذه الفترة بالعمل السياسي وغير مستعد لغيره...لكن بعد الأنتخابات أيضا يعود المجتمع لطبيعته وتعود مجالات الحركة الأخرى للنشاط والحيوية.
* لكن هل فى وعيكم وأنتم تتوسعون في دخولكم السياسة أن مدخل المجتمع الأساسى هو العمل الثقافى والدعوى وأن السياسية محصلة الأعمال الأخرى حتى لا توظف كل المسارات لصالح السياسة ؟
** الإصلاحيون الوسطيون يمارسون العمل السياسي وهم يدركون أنه الوسيلة الوحيدة للحفاظ على بيضة الدعوة والأعمال الأخرى داخل الشعب الموريتانى بعد ما تسبب غيابهم عن العمل السياسي فى استغلال القطيعة مع السلطة تحريضا وتوجيها لمضايقة الدعوة وأهل الدعوة ومضايقة المساجد واعتقال العلماء .
ونحن لا نؤمن أن السياسية مناقضة لهذه الأعمال بل مكملة لها ونعتقد أنه حان الوقت لنعطى بديلا فى المجال السياسي يوازى الأعمال الأخرى التى نقوم بها فى المجتمع دعوة أوعمل خير تكميلا وحفظا للموجود وتعزيزا له فى حياة الناس.
* لديكم تنوع في الحالة الإسلامية بين تصوف طرقي وسلفية ومؤسسات دينية تقليدية..كيف تنظرون إلي التنوع الكبير فى الحالة الإسلامية ومدارسها المختلفة فى موريتانيا .وكيف تديرون العلاقة مع مجمل الأطراف الإسلامية فى البلد؟
** هذه الإشكالات مطروحة لكافة الحركات الإسلامية فى العالم وليس فى موريتانيا فحسب رغم بروز بعض الإشكالات السياسية فى الفترة الماضية من تاريخ البلاد ..صحيح أننا كنا فى فترة من الفترات نرى فى التدين التقليدى عدوا للصحوة الإسلامية لكن الأمر زال بعد أن تطور التفكير وعرف الإسلاميون دور الفقه المذهبى ومكانته فى التشريع الإسلامى وأهميته للعمل الإسلامى وعرف الأخرون ان أصول الدين أولى وأهم..ثم كادت تقع مشادات ومشاكل مع المتصوفة لكن توصلنا الى شبه حلول –دون مؤتمرات طبعا ولا حوارات.. لقد فهم الجميع أن المعركة ليست بين مدارس التيار الاسلامى المتنوعة..بل بينها وبين المدارس الاخرى التى تسعى لتغريب المجتمع ولفرنسته واخراجه عن أصوله وثوابته لهذا الهدف أو ذاك ..وقد صار الجميع يدرك الآن أن الظاهرة الإسلامية ينبغى أن ترشد وتسير فى اتجاه واحد بما فى ذلك المتوصفة.
أما السلفية فقد جاءت متأخرة ولامعركة بيننا وبينها رغم ردودنا على بعض أفكارها فى المساجد والدروس والمحاضرات المختلفة.. ولعل وقوف علماء موريتانيا الى جانبنا كان حاسما للأمر ونحن كغيرنا من أبناء المجتمع الموريتانى سلفيون من حيث العقيدة لكننا لسنا متطرفين ولا نخلط الفقه بالعقيدة ومنهجنا هو منهج العلماء من أمثال الشيخ محمد سالم ولد عدود وبداه ولد البصيرى والشيخ محمد الحسن ولد الددو
* يلاحظ غياب التوتر فى الحالة الإسلامية داخل البلاد..فما هي خصوصية العلاقة بينكم ( الإسلاميين الإصلاحيين) وبقية المجموعات الإسلامية الأخرى؟
** عدم وجود توتر بيننا وبين المتصوفة أو بقية المجموعات الإسلامية راجع إلى المنهجية التى أدير بها الخلاف... علي سبيل المثال فقد ركزنا جميعا على قضية التكفير وحاربناها حتى استقر المجتمع الموريتانى علي رفضها..كما أن مسألة الجهادية التى طرحت فى العالم الإسلامى لاتوجد عندنا بشكلها المعروف كما أن اللذين ناصروها-ان كانوا موجودين- لم يقف معهم عالم أو أى شخص ذا بال فى المجتمع الموريتانى.
أما المتصوفة فعلاقتنا بهم جيدة ولله الحمد نبين لهم فى حدود الشرع ونستفيد من تزكيتهم وعلمهم ونضج قادتهم لأنها أمور نحن نحتاج الينا لحفظ الهوية الإسلامية للبلد.
والحالة الإسلامية تختلف من مكان الى آخر.. ووقوف المرجعيات الإسلامية معنا جعلنا الأكثر حضورا فى الساحة والأقدر على تفهم نفسيات الآخرين والتعامل معهم من أجل ظاهرة إسلامية راشدة.
ونحن نتعايش مع كل التنوعات الإسلامية ونشجع منها ما يحتكم للحوار والنقاش والتفكير السليم.. أما غير ذلك فهو مرفوض لأننا نحترم الإختلاف فى الآراء لكن وفق الشروط السابقة من رفض للتكفير والتبديع ومحاكمة النيات.. والساحة قادرة على السير فى هذه الإتجاه مادام هناك حضور وتقدير للعلماء بوسطيتهم واعتدالهم المعروف.
* لديكم طرق صوفية قوية وتيار سلفى قوى ومؤسسة دينية تقليدية قوية
أيضا..فكيف ترون أنفسكم والدور الذي يمكن أن تقومون به في بلد له خصوصية في التدين وفي التمسك به؟
** موريتانيا بلد نشأت فيه الحضارة -بالمفهوم المدنى- قريبا أى قبل أربعة عقود، ومع البدايات الأولى للدولة الموريتانية ظهرت الصحوة الإسلامية فى شكلها الجديد..فجاءت الحركة الإسلامية - كما فى رأى الكثير من العلماء وعامة الشعب الموريتانى- في صورة الطبعة المدنية للمؤسسة الدينية فى البلاد.
فما كان موجودا فى البلاد من دعوة دينية هو الطبعة التقليدية التى تتناسب مع البادية، ولذلك كل من تمدن وجد الصحوة الإسلامية أمامه فى المدن وبالتالى لاتوجد عندنا مشكلة لأن هنالك تفاهما على أن التيار الإسلامى جاء ليأخذ الدور فى حياة المتمدنين الجدد.
كما أن الطرح الإسلامى الوسطى (الإخوان المسلمين) جاء فى فترة لاوجود فيها لأى حركة سياسية أو إجتماعية تدعو للتدين مما أعطاها محلا متقدما فى نفوس الموريتانيين.
* لكن هل يمكن الحديث عن حركة إسلامية قوية في بلد تقليدي متجانس دينيا فلا وجود لأديان أخري أو حتى فرق ومذاهب..وبين شعب متدين ..ودولة هشة بسيطة غير طاغية على المجتمع؟
** نحن فى موريتانيا نشهد تعددية عرقية..فقد عمل الاستعمار على ايجاد هوة كبيرة بين العرب والزنوج من خلال التحريض المتبادل واحراق مكتبات الزنوج بغية ابعاد الأفارقة عن الإسلام واظهار العرب على أنهم مستعمرين جدد للبلاد بالإضافة الى التحديات الأخرى التى جاء بها المستعمر.وهذا نعتبره خطيرا على وحدة وانسجام المجتمع فكريا وثقافيا وسياسيا..كما أن مدارس الاستعمار بحد ذاتها كانت شكلت تحديا كبيرا لهوية البلد من خلال تغيير نمط التعليم الأصلى فى البلاد... هذه نماذج من التحديات التى تواجهها الحركة إضافة الى تزكية النفوس ورجاع الناس الى منابع الدين الصافية كما فهمها السلف الصالح.
كما أن هنالك طرحا جديدا على المجتمع الموريتانى وهو تقديم الدين على اساس أنه قائد للمجتمع والدولة وخصوصا فى مجتمع كان يعيش البداوة قبل التحضر قضاء وقدرا...فنحن كنا قبل سنة 1960 مجموعة من سكان الريف نهرب من الدولة لأننا غير معنيين بها اقتصاديا نعيش على ماتنتجه الماشية من لحم ولبن وبيع بعضها لتوفير بقية المستلزمات.
لانريد تعليمها لأننا نخاف على دين أبنائنا ولانريد نظامها لانه تقييد لحرية جبلنا عليها قبل أن يضرب الجفاف البلاد فى السبعينات حيث اضطر المجتمع الى التحضر بعد نفوق الماشية والزرع.وبدأ ارتباطنا بالدولة اضطرارا نتيجة الجفاف وكل القادمين الجدد الى الدولة الحديثة لم تك لديهم مشاريع سياسية ذات مرجعية دينية وبالتالى الرسالة الإسلامية هنا كبيرة جدا.
الحفاظ على هوية البلد وصيانة المؤسسات الدينية وتطوير الفعل السياسي الإسلامى فى البلاد وتعزيز الوحدة الوطنية فى البلاد على أسس قويمة كلها رسائل نحملها للمجتمع الموريتانى.
* البعض يأخذ عليكم عدم تمكنكم من انجاز تقدم ملموس على الأرض فى هذه الملفات مثلما هو الحال في قضية الزنوج أو قضية الرق؟
** فعلا مسألة الزنوج وقعت أحداث خطيرة أثرت فيها بشكل كبير وأفقدت الحركة عددا من رموزها وخصوصا الشيخ عبد العزيز سي وبون عمر لى وغيرهم من قادة الحركة من أصل زنجى ..لقد أحدثت مواجهات عامي 1989 و 1991 تأثيرات سلبية وأبعدت الهوة ليس بين الإسلاميين والزنوج ولكن بين الزنوج والبيضان ( سكان البلاد من العرب ) بعد تحميل البعض للزنوج ذنوبا لم يقترفوها وأحداثا هم منها برآء خصوصا ماحدث فى السينغال.
وبالتالى وجد الزنوج أنفسهم محرجون حتى من الظهور مع أحد البيض ولو كان إسلاميا لأن الظلم كان كبيرا عليهم فى تلك الفترة السياسية.
لكن عموما هنالك تطور فى الحركة (الإصلاحيين الوسطيين) تجاه الزنوج ونحن قد رشحنا عددا منهم فى الإنتخابات وقد فازت الأخت "ياى أنضو كولى بالى" بمنصب عمدة أكبر مقاطعة فى البلاد عن الإصلاحيين الوسطيين.. ورغم ذلك فإن الحركة لا تعبر فعلا بالضرورة عن واقع المجتمع بقدر ماتعبر عن ذلك من الناحية النظرية وموقف الزنوج من الحركة كان ناجما عن موقفهم من المجتمع بشكل عام لا على اساس موقف وقفته الحركة سلبا لاهى ولا أحد أشخاصها.
أما مسالة الرق فالموقف منها واضح جدا لدى الإسلاميين الموريتانيين فنحن عارضناه مطلع تأسيس الدولة الموريتانية وضغطنا من اجل الغاء وشجعنا كل الخطوات التى أتخذت فى سبيل الغائه.
صحيح أننا كنا بعيدين على السلطة وبالتالى لم نجد فرصة لتطبيق ذلك على الأرض لبعدنا من السلطة لكن الرؤية واضحة والعلاقة مع الأطراف الأخرى المعنية بالقضايا جيدة بل ممتازة.
* هل هنالك اشتباك بين الحركة والمقولات الدينية التى يؤسس عليها البعض لبقاء الرق؟
** نعم .. نحن لا يوجد لدينا إشكال فى هذا الموضوع لأن أصل الرق فى موريتانيا غير واضح.. فلا جهاد فى البلاد ولامعاملة بالمثل بين المسلمين وغيرهم، زد على ذلك أن الشرع كان واضحا فى الموقف منه والترغيب فى تجاوزه والتخلص من بقاياه...وبالتالى الإشكالية الشرعية غير موجودة على مستوى أطروحاتنا الحركية ولا يوجد إشكال فى هذا الموضوع على الإطلاق إلا فى الأوساط الدينية التقليدية.
* كيف ترون العلاقة بالمحيطين العربي والإفريقي التي مازالت تمثل أزمة في الوضع الموريتاني؟ وماذا عن قضية العلاقة مع الكيان الصهيوني.؟
** هذه من الإشكالات الكبيرة التى لدى الغرب فيها تصور بينما يقف العرب أمامها عاجزين.. فقد اتضح بشكل لا يقبل التأويل أن الغرب يركز على نقاط التماس دائما بين العرب وغيرهم للتفرقة بين الجميع وقطع العلاقات الطبيعية جغرافيا ودينيا وسياسيا بينما غاب العرب عن هذا المضمار.
ونحن نعتقد أن كل هذه الإمتدادات عامل اثراء وأهمية زيادة على أهمية البلاد فى حد ذاتها..ونعتبر أنفسنا امتدادا للأفارقة فى العالم العربى وامتدادا للطوارق فى العالم العربى وامتدادا طبيعيا للدول العربية الى جيرانها الأفارقة الزنوج بحكم الموقع والدور التاريخى.
أما العلاقة مع "إسرائيل" فهو أمر غريب فى مجتمع كان يتصدق بلعن اليهود كما نظر لذلك فقهاءه ومربوه طيلة العقود الماضية ،والسبب هو غياب الوعى السياسي وضعف الأجهزة العربية الرسمية.
* أنتم جزء من حركة إسلامية عالمية أى المدرسة الإخوانية ..كيف تديرون العلاقة مع الإخوان وغيرها من الحركات الإسلامية خارج البلاد خاصة في البلاد الأفريقية المجاورة لكم التي يري البعض أنكم قصرتم فيها لمصلحة العلاقة مع نظيراتها العربية؟
** نحن لدينا علاقات طبيعة مع الجميع.. لكن مادامت علاقات فللطرف الآخر دور لازم فيها من حيث الإستعداد والقدرة على التطوير والتبادل ..لدينا علاقة مع الإخوة فى السينغال وغامبيا وغيرها من الدول الإسلامية الإفريقية وهو أمر طبيعى بحثا عن التجارب والتكامل والتعاون من أجل مصالح البلدان المشتركة والمصالح المشتركة.
* البعض يرى أن الإخوة الزنوج يميلون الى نسق حركى معين كيف ترونه؟
** نحن نستفيد من الجميع فالاخوة فى السينغال ومالى وغانا يختلفون فى الأشكال لكن لديهم وجود فى أجواء صعيبة ومعقدة ..هنالك جماعة المريدين فى السينغال والتيجانية وهى جماعات قوية جدا وحاضرة فى الحياة السياسية السينغالية ورغم ذلك استطاعت جماعة عباد الرحمن التي تمثل تيارنا خط طريق مستقل لهم وأخذ مكانة فى الخريطة الدينية فى البلاد.
كما أن نمط الأجواء السياسية فى البلاد له دور فى فهم الحركات وطبيعة تشكلها وعملها داخل الميدان وبالتالى طبيعي جدا أن تختلف أشكال العمل بين الأفارقة والعرب...ففى البلدان الإفريقية تكتب ما تشاء وتقول ما تشاء وتفعل عادة ما تشاء وبالتالى تختلف البنية الهيكلية للحركات الإسلامية من بلد لآخر والإهتمامات السياسية لها وفقا للأجواء السائدة.