التربية الدينية في الحياة اليومية بمركز جوته الالماني
نظم مركز جوته الثقافي الالماني بالتعاون مع مؤسسة كونراد ادناور مساء يوم الاحد 23 مايو ندوة ثقافية عن التربية الدينية في الحياة اليومية في المدارس بين مصر والمانيا حيث تدور في الاونة الاخيرة عدة مناقشات سواء في مصر او المانيا حول الطريقة المثلي للتعامل مع موضوع التربية الدينية حيث ان الدين هو جزء هام من المنظومة الثقافية ونظم المبادي القائمة علي الدين والتفاضل بين دمج الدين في المناهج الدراسية او تدريس علم الاخلاق بطريقة محايدة .
و ناقشت الندوة التي حضرها وائل جيارالمستشار السياسي في وزارة شئون الاندماج لولاية شمال الراين فستفاليا بالمانيا و حسام تمام الصحفي والباحث في الشئون الاسلامية بمركز الاهرام للدراسات الاجتماعية والتاريخية ادار الحوار الدكتور نبيل عبد الفتاح مدير مركز الاهرام للدراسات الاجتماعية والتاريخية.
حيث اشار وائل الجيار الي ان المانيا دولة علمانية وليست معادية للاديان وهناك علاقة بين الدولة والكنائس وتصعب معرفة الديانات بها بسبب عدم تسجيلها في السجلات الرسمية. وتقابل المانيا صعوبة في التعامل مع الديانات الاخري لعدم وجود اي تجارب لها مع الديانات غير المسيحية كما تحمي الدولة اي مواطن وحريته الدينية.
واكد علي الموقف الالماني الحيادي الذي تتخذه بلاده في مسالة تدريس الاديان بالمناهج التعليمية فوزارة التعليم الالمانية ليست المسئولة عن إدراج حصص التربية الدينية بالمانيا وانما كل ولاية فيدرالية هي المسئولة عن ذلك، بينما تدرس مادة الاخلاق لجميع الطلاب ويكفل الدستور الالماني حرية الاديان ولا يميز ديانة عن ديانة اخري .
واوضح ان الموسسات الدينية هي المسئولة عن رعاياها دينيا ولها الحق في ادراج دياناتها في حالة تجاوز عدد المنتمين الي ديانتها 01,% لذلك من حق الموسسات الاسلامية قانونيا ادراج التربية الدينية الاسلامية في المدارس الالمانية.
وذكر ان المشكلة التي تعانيها المانيا هي صعوبة التعامل مع بعض الاقليات لكونهم تيارات متفرقة تفتقد لممثل لها ولكن هناك بعض المحاورات لتحويلهم الي منظمات يمكن دمجها داخل المجتمع الالماني بحيث يتسني لها ادراج مادة التربية الدينية الخاصة بها ضمن المناهج الدراسية. ولكن هناك شروط يجب توافرها لدمج المادة وهي ان تدرس باللغة الالمانية وان يقوم بتدريسها خريجو الجامعات العليا وان يتواجد ممثل مسؤول عنها.
كما أن هناك مفاوضات ببعض الاتحادات المسئولة عن المسلمين في المانيا لقبول الشروط الخاصة بتنظيم الموسسات الدينية طبقا للدستور الالماني . واشار جيار الي ان الجاليات المسلمة في المانيا هي جاليات جديدة علي المجتمع الالماني وتعطي لها المانيا كامل الحقوق مقابل ان تكون منظمة دينية وفقا للدستور الالماني.
فيما اشار حسام تمام الي ان المدخل الاساسي لفهم هذا النقاش هو معرفة طبيعة الدين بمصر لانها دولة شبه علمانية وشبه اسلامية وتنتمي الي انماط الدولة الحديثة في الفصل بين السلطات وان الشعب هو مصدر السلطة وبها الاسلام هو المؤسس وليس مبني علي اساسها.
واوضح ان الدين كان علي مر الاعوام السابقة حاضرا في المناهج التعليمية علي اساس منظومة القيم والاخلاق لذالك لم يكن هناك جدل حول دراسة الاديان بالتعليم المصري ولم تكن هذه الحساسية ملموسة.
واكد علي ان فكرة الهوية والقومية بدات في الاندثار منذ رحيل الزعيم جمال عبد الناصر الامر الذي انعكس علي التعليم حتي فقدت الاجيال تلك الهوية بالتزامن مع ظهور العولمة فبدات الحساسية الدينية في الظهور.
واكمل ان في تلك الفنرة بدات الجماعات الاسلامية السياسية في الظهور بمختلف انتمائتها مطالبين ببناء الدولة علي اساس الدين الامر الذي أثر علي الجاليات الدينية الاخري ، الامر الذي سبب اندلاع مواجهات مع تلك التيارات في الوقت الذي بدات منظومة التعليم في السقوط.
واوضح ان التعليم في حقبة الستينات كان من افضل الموسسات التعليمية في المنطقة حيث كان التعليم الاميري حينها من افضل الجهات التعليمية ثم اصبح الامر الان ا اقل كفاءة، كما ان بعض الموسسات التعليمية اصبحت تروج لافكار عقائدية.
واختتمت الندوة بكلمة الاستاذ نبيل عبد الفتاح الذي اشار الي ان بناء القومية في حقبة الستينات نجح عن طريق الدعم الديني فكانت هناك مكاتبات بين علماء الدين الاسلامي والمسيحي لدعم القومية العربية وان التصور بما يتعلق بضعف تكوين المدارس وضعت مستويات للتدريس الذي ادي الي تدهور التعليم.
أنباء الإسكندرية المصورة
http://www.alexphotonews.com/index.php/the-news/2274-2010-05-24-06-38-38