نبوءات نهاية العالم
صحفي وكاتب مصري
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
النبوءة واحدة من المفاهيم الرئيسية في المشترك الديني للإنسانية، ومن أكثر مفرداته شيوعًا في الخطاب الديني على اختلاف مصادره بحيث يصح القول بأنه - أي الخطاب - الديني - لم يخل من هذا المفهوم في أي مرحلة من مراحل التاريخ الإنساني.
النبوءة.. رؤية للفردوس الأرضي
وإذا كانت النبوءة على هذا المستوى من الشيوع في الخطاب والتراث الديني للإنسانية، فإن نبوءة نهاية العالم هي أكثر النبوءات الممتدة والمشتركة في التاريخ الإنساني، والتي أعيد إنتاجها مع اختلافات طفيفة في التفاصيل والصياغات والسياقات التاريخية، منذ فجر التاريخ وإلى عصرنا الحالي، بحيث يمكن تصور نموذج موحد لنبوءات نهاية العالم في التراث الديني للإنسانية على اختلافه.
وفي هذا النموذج يتجسد العالم في صورته الجميلة (أو عصره الذهبي) على هيئة الفردوس (أو الجنة الأرضية)؛ حيث الحياة كلها خير بلا شر أو خطيئة إلى أن يظهر الشر فيحدث الصراع التقليدي بين الخير والشر والذي لا بد وأن ينتهي بنهاية الشر رغم علوه، ليبدأ عصر جديد سعيد تُملأ الأرض فيه عدلاً ونوراً كما ملئت من قبل ظلمًا وفجورًا، وتعود - كما كانت - جنة ليكون ذلك إيذانًا بنهاية الحياة من الكون كله، ووقوع القيامة الكبرى.
وتقوم نبوءة نهاية العالم على أساس تقديم رواية ماضوية يقينية لأحداث المستقبل بحيث تصبح أقرب للماضي المتحقق منها إلى الغيب المجهول … والمعنى اللغوي (النبوءة) قريب الصلة بما يجسده المفهوم؛ فالنبوءة في اللغة من نبأ، ونبأ الشيء نبأ ونبوءًا أي ارتفع وظهر، وتنبأ بالأمر أي أخبر به قبل وقته… ومن معانيها (في المعجم الوسيط) الإخبار عن الشيء قبل وقته حزرًا وتخميناً.
وعلى ذلك، فيمكن تعريف النبوءة بأنها: رؤية المستقبل في صورة ماضوية متحققة ويقينية وليست غيبًا مجهولاً كما هو المفترض.
أخطر ما فى النبوءة!!
والركن الأساسي الذي تقوم عليه النبوءة هو (الحتمية) التي لا بد من تحققها، ولا يمكن معها فعل أي شيء بإزالتها؛ فتظهر تفاصيل وأحداث النبوءة (المستقبل) وكأنها حالة مسحوبة ومحددة سلفاً، ويبدو الحديث عنها وكأنه حديث عن وقائع تاريخية حدثت فعلاً. ويترتب على هذه الحتمية أن النبوءة - وهذا أخطر ما فيها- تسلب أصحابها والمؤمنين بها أي قدرة على الفعل؛ إذ إن كل شيء حتمي ومحدد سلفًا.
ومن ثم فلا بد من التسليم به وانتظاره، بل كثيراً ما يتحول الفعل في اتجاه العمل على الإسراع بتحقيق النبوءة تماماً كما حدث مع شعب (الأزتك) في المكسيك، وهي حضارة عريقة امتدت شمالاً لتشمل الولايات الجنوبية من الولايات المتحدة (قبل ظهورها) وجنوباً حتى أمريكا الوسطى، فقد كانت تسيطر عليهم نبوءة محورية مفادها أن الآلهة طردت إله الشمس (كوتزالكوتل) من بلادهم إلى الشرق، فأقسم عند رحيله بالعودة يومًا ما لتدميرهم والانتقام منهم… واستمرت هذه النبوءة مسيطرة عليهم.
وتصادف في القرن السادس عشر أن غزا المكسيك المغامر الأسباني الشهير (هرنان كورتيز) مع خمسمائة من جنوده؛ فاعتبره الأزتك (كوتز الكوتل) العائد من أجل الانتقام، والذي تقول الأسطورة: إنه سيعود على (طوف) ومعه الرعد والبرق والكائنات الغريبة … وأسقطوا النبوءة بكل تفاصيلها عليه: فالطوف الذي بشرت به النبوءة هو السفينة التي تحمل كورتيز وأصحابه، والرعد والبرق هو المدفع والبارود الذي كان جديداً عليهم، أما الكائنات الغريبة فكانت (الخيل) التي اصطحبها كورتيز معه وكانت المرة الأولى التي يراه فيها شعب الأزتك .. لذلك لم يكن غريبًا أن تنهزم إمبراطورية الأزتك العريقة مترامية الأطراف أمام مجموعة من المغامرين لا تزيد عن الخمسمائة فرد؛ لأن النبوءة سلبتهم القدرة على الفعل فلم تعد هناك فائدة من المقاومة أو حتى التفكير فيها.
للأيدلوجيا أيضاً نبوءاتها
والحتمية قيمة أسياسية تتكرر في كل نبوءة حتى ولو لم تكن نبوءة دينية؛ فنبوءات العلمانيين الماديين الذين قد لا يؤمنون بقيامة أو آخرة لا تخلو منها أيضًا، ولكنها تأخذ صياغات مختلفة كلها تصب في اتجاه حتمية الوصول إلى نقطة التوازن (الصفرية) أو المجتمع المثالي الخالي من كل التناقضات؛ فنبوءة كارل ماركس هي حتمية الوصول إلى المجتمع الشيوعي، ونبوءة الرايخ النازي هي حتمية سيادة الجنس الآري وسيطرته على العالم.
أما نبوءة المفكر الأمريكي الأشهر فرانسيس فوكوياما عن (نهاية التاريخ) فهي لا تخلو أيضًا من الحتمية رغم أن موضوعها اقتصادي اجتماعي، والصراع فيه تاريخي بين القوى التي تدعي القدرة على تنظيم المجتمع والسيطرة عليه، وبين تلك التي ترى أن المجتمع ينظم نفسه من داخله، ويتنبأ بشكل حتمي بنهاية الصراع لمصلحة القوى الأخيرة وهو ما سيتجلى في سيادة الديمقراطية، ورغم أنه مادي وفكرة القيامة والآخرة خارج حساباته تمامًا على الأقل في هذا الصراع؛ فإنه يطرح النبوءة في صيغة حتمية لا بديل لها، ولا بد من تحققها!.
الفواصل الزمنية.. رغبة في الاتزان النفسي
ودائمًا ما ترتبط النبوءات وخاصة التي تتعلق بنهاية العالم بالفواصل الزمنية أو المراحل الانتقالية في التاريخ (نهاية قرن أو ألفية من التاريخ )، سواء في موعد تحققها أو حتى ترويجها والحديث الواسع عنها، والبعض يفسر ذلك بتأثير الفكر المسيحي واليهودي الغربي والذي يخلق من هذه الفواصل- وخاصة رقم الألف- قيمة ويعطيه أهمية قصوى، رغم أنه لا قيمة له في ذاته؛ إذ إن تقسيم الزمن اختراع وفعل إنساني بحت.
وقد ظهرت نبوءات نهاية العالم مقترنة بنهاية الألفية أولاً في الفكر المسيحي، وكان أولها وأكثرها شهرة نبوءة القديس "أوغسطين" الذي تنبأ بعودة المسيح ومن ثم نهاية العالم على رأس الألفية الأولى، وتدريجيًا ارتبطت نبوءات نهاية العالم بنهاية الألفية الميلادية الأولى ثم الثانية والأغلب أنها (فكرة ارتباط نهاية العالم بنهاية الألفية) انتقلت منها إلى الحضارات الأخرى ومنها الحضارة الإسلامية؛ فتحدثنا كتب التاريخ أن هذه الفكرة راجت في كثير من أنحاء العالم الإسلامي مع اقتراب الألفية الهجرية الأولى من نهايتها؛ مما دفع الإمام "السيوطي" وقتها إلى وضع مؤلف لدحضها وتفنيدها كان عنوانه: "الكشف عن مجاوزة هذه الأمة الألف".
لكن هناك تفسير آخر لارتباط نهاية العالم في النبوءات بالفواصل الزمنية وهو الرغبة في الاتزان النفسي؛ فنبوءات نهاية العالم مثل أي رؤية كونية أخرى تبحث عن الاتزان الذي يسعى إليه الإنسان، والفواصل الزمنية التي تمثلها الأرقام الصفرية (صفر ومائة وألف..) رغم أنها لا دلالة لها في نفسها فإنها أرقام اتزانية تحمل معها هي الأخرى الإحساس بالاتزان.
التوظيف السياسي للتفسير الحرفي للنبوءة
ولأهميتها وقدرتها على التأثير في جماهير المؤمنين بها تعد النبوءة أحد أوراق اللعبة السياسية المهمة والفاصلة في التاريخ الإنساني كله، يوظفها السياسيون لمصلحتهم بل وربما اخترعوها إن لم تكن موجودة، وذلك من أجل تحقيق مصالح وأهداف سياسية لما لها من تأثير واسع يماثل العقيدة، خاصة وأنها تستمد قوة إضافية من كونها تلعب على غريزة البحث عن المجهول والولع بمعرفة الغيب لدى النفس الإنسانية.
كما يرتبط ذلك بما يطرحه الدكتور "عبد الوهاب المسيري" في قراءته المقارنة لمناهج التفسير في الأديان السماوية الثلاثة من أن الخطاب الحتمي للنبوءة إنما يرتبط بالتفسير الحرفي للنص الديني، وأن صعود هذا الخطاب في اليهودية والمسيحية خاصة الإنجيلية منها هو صعود للتفسير الحرفي للنص، وعدم تجاوز الحرفية إلى تفسير يوضع في سياق أكبر وأوسع في إطار مقاصد العقيدة؛ مما يحول هذه العقيدة- أحيانا لدى توظيفها- من رؤية تسامح وعدل إلى فعل وحركة ظلم وعدوان باسم مساندة تحقق نبوءة ما.
ومن أشهر تلك النماذج - في هذا الإطار- ما فعلته الحركة الصهيونية التي وظفت نبوءة (أرض الميعاد) اليهودية لخدمة مشروعها الراعي للاستيطان في فلسطين واتخاذها وطناً قومياً لليهود، رغم أنها - الصهيونية - فلسفة ملحدة ترفض الفكر اليهودي أصلاً، وربما لم تأخذ من اليهودية إلا كونها ديانة عنصرية!.
وهناك نموذج آخر يكشف بجلاء أهمية النبوءة وخطورة توظيفها سياسيًا، وهو نموذج المبشرين التوراتيين في الولايات المتحدة الأمريكية أو ما يسمى بالصهيونية المسيحية، والتي توظف نبوءة (الهرمجدون) التوراتية لدعم قيام إسرائيل كشرط أساسي لنزول المسيح المُخلِّص ووقوع القيامة؛ وهو ما يكفل لإسرائيل دعمًا وتأييدًا ماليًا وسياسيًا غير محدود أو مشروط من قبل اليمين المسيحي الأمريكي الذي تتشكل منه النخبة الحاكمة.
تمييز خطاب النبوءات
وهو ما يمكن تحديده في نوعين يختلف كل منهما عن الآخر بحسب طريقة ومنهج التعامل مع النبوءة، الخطاب الأول تراجعي ماضوي يرى المستقبل كتاريخ محدد الوقائع أو يراه على أفضل الأحوال في صورة تاريخية وليس فعلاً بشريًا وإنما حالة محسوبة، ويبدو المستقبل والغيب في هذا الخطاب أقرب إلى الماضي بحيث يمكن قراءته كقراءة الأحداث التاريخية، ويكثر هذا الخطاب في الرؤية المسيحية واليهودية للنبوءة.
أما المنهج الإسلامي فيتبنى خطابًا مغايرًا في مسألة النبوءات يقوم على التثبت من هذه النبوءات، خاصة وأن معظم ما ورد منها في أبواب الفتن والملاحم وأحاديث آخر الزمان يغلب عليه الوضع ولا يرقى إلى مرتبة الصحة، وفي عودة المهدي المنتظر - تحديداً- تفاوتت المشارب والمنطلقات (عند المذاهب الإسلامية) بين قائل: إنه المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام، معتمداً على حديث ضعيف عند ابن ماجه نصه "لا مهدي إلا عيسى ابن مريم"، وبين مؤكد أنه الخليفة المهدي العباسي الذي ظهر في القرن الثاني الهجري، وبين مقتنع بل ومعتقد أنه "محمد بن الحسن العسكري" المنتظر من ولد "الحسين بن علي" الذي دخل سردابا في سامراء العراقية وكان طفلا صغيرًا وهم ينتظرونه إلى وقتنا الحالي ويقفون بالخيل على باب السرداب يصيحون به أن اخرج...!!
وبين مصحح لأحاديث عند أحمد وأبي داود والترمذي وابن ماجه تخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لو لم يبق من الدهر إلا يوم واحد لبعث الله فيه رجلا من عترتي يملؤها عدلاً كما ملئت جوراً"، ويؤخذ من الأحاديث أن اسمه محمد واسم والده عبد الله كاسم النبي صلى الله عليه وسلم.
هذا بالإضافة إلى مهديين كثيرين ظهروا في التاريخ الشرقي والغربي بدعوات بعضها يعقل والأكثر يصعب تعقله، ولا يجوز بناء العقائد على مثل هذه القواعد غير الثابتة.
ولقد استغل كثير من الناس قضية المهدي فتكونت دول وقامت دعوات وتأسست سياسات -كما أسلفنا- مع أن ظهوره ليس له دليل صريح في القرآن الكريم، واختار ابن خلدون في مقدمته عدم ظهوره، كما أكد الشوكاني في كتابه "التوضيح في تواتر ما جاء في المنتظر والدجال والمسيح" ظهوره، ومهما يكن من شيء فإن ظهوره ليس ممنوعًا عقلاً ولم تسلم من المناقشة ولا يرقى إلى طريقة الاعتقاد.
والإسلام إنما يدعو إلى الإيمان بما ثبت صحة إسناده من نبوءات وما ورد في كتب الصحاح والتسليم بها دون انتظار وقوعها أو تحققها، أو ليعمل على الإسراع بوقوعها، بل التعامل معها كالنتيجة التي لا ينبغي أن ينشغل بها الإنسان عن الفعل المطالب به والذي يمتلك القدرة عليه واقعيًا والمحاسب عليه فيما بعد.
منهج النبوة في التعامل مع النبوءة
ويمكن فهم هذا المنهج من بيان موقف النبي صلى الله عليه وسلم من الرؤية التي رآها قبل غزوة أحد، فقد روي عنه أنه قال: إني رأيت رؤيا: درع حصين، وبقر يذبح، وثلمة في سيفي.." فأولتها: الدرع المدينة، وبقر يذبح نفر من أصحابي يقتلون، وثلمة في سيفي رجل من أهل بيتي (عمه حمزة بن عبد المطلب).
وكان تفسيره صلى الله عليه وسلم لهذه الرؤية، النبوءة (وهي حق ووحي لأنها لنبي) موت مجموعة من أصحابه في المعركة ومنهم عمه حمزة. ورغم ذلك لم يرتب عليها النبي صلى الله عليه وسلم أي فعل، وإنما خطط ونظم للمعركة، بمعزل عن هذه النبوءة (الحق) ودون أي اعتبار لها؛ فشاور أصحابه في البقاء بالمدينة وأخذ بمشورتهم بالخروج لملاقاة الأعداء، ولم تدفع النبوءة النبي للتصرف أو الفعل وفق ما تبشر به أو الاستسلام لها رغم أنها حق وفي منزلة الوحي.
وقد حدث ما بشرت به النبوءة تفصيليًا ورغم ذلك تنزل الوحي بقرآن يدعو الرسول بعد الهزيمة في المعركة إلى العفو عن أصحابه الذين أجبروه على الخروج وخالفوا أمره، بل ويأمره بلزوم مشورتهم "فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر"، وهو ما يعني أن النبوءة في المنهج الإسلامي غير ملزمة ولا ترتبط بالمستقبل كتاريخ أو وقائع محددة لا بد من انتظار تحققها؛ وإلا صار ذلك بمثابة ادعاء لمعرفة الغيب وهو ما يشكل خروجًا على الدين نفسه؛ لذلك يعتمد المنهج الإسلامي مبدأ الإيمان بالنبوءة دون الالتزام بها ثم التسليم بها حالة وقوعها وهو ما يعني أن النبوءة لا تعنينا - واقعيًا - إلا وقت تحققها ووقوعها فعلاً وساعتها يكون التصرف نحوها هو التسليم فقط.
خطاب التأجيل.. الهروب من المواجهة
وبسبب غياب المنهج الإسلامي في التعامل مع النبوءة أو عدم وضوحه وقع البعض في أسر الرؤية الغربية للنبوءات وتبني خطابها في كثير من النبوءات الإسلامية الهامة، وعلى رأسها النبوءة التي تنبأ بها الحديث الصحيح الذي رواه مسلم: "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود؛ فيختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر والشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي ورائي تعال فاقتله؛ إلا شجر الغرقد فإنه من شجر اليهود"؛ حيث أعلن البعض ترحيبهم بتزايد معدلات الهجرة اليهودية إلى أرض فلسطين بل وطالب تشجيعها، باعتبارها تجميع للشتات اليهودي بما يعجل بالمعركة الفاصلة التي تبشر بها النبوءة، وصاغ البعض خطابًا إسلاميًا معتمدًا على هذه النبوءة مفاده أن القضية الفلسطينية لن تحل إلا بالمواجهة الحاسمة والشاملة النهائية مع اليهود كما تبشر النبوءة، وهو ما يعني تأجيل أو ترحيل هذه المشكلة وربما الهرب من مواجهتها؛ لأن الحل في هذا الخطاب مؤجل إلى يوم القيامة!.
في حين أن المنهج الإسلامي في التعامل مع هذه النبوءة يقتضي الإيمان بها دون انتظار تحققها أو العمل على الإسراع بها كما يفعل البعض، وإنما التعامل معها كغيب أو نتيجة لا يجب أن ننشغل به عن الفعل الحقيقي المطالبين به والذي نمتلك القدرة عليه فعليًا، وهو في مثل هذه الحالة (القضية الفلسطينية) يتمثل في بعض جوانبه في مواجهة الهجرة اليهودية لفلسطين والعمل بكل الوسائل واتخاذ كافة التدابير اللازمة لوقفها؛ لأنها هجرة استيطانية تغتصب الحق الفلسطيني، وليس تشجيعها أو الترحيب بها على أساس أنها تسارع في تحقيق ما تبشر به النبوءة.